الأخبار والبيانات الصحفية

العلل الخلقية هي السبب الرئيسي لوفيات الأطفال

قال البروفيسور غازي عمر تدمري المدير المساعد للمركز العربي للدراسات الجينية أن الأمراض الوراثية والخلقية مسؤولة عن نسبة كبيرة من وفيات الأطفال بين السكان العرب.

هذا ما جاء على لسان الدكتور تدمري لدى تقديمه عرض في اليوم الأخير لمؤتمر دبي الدولي الثالث للعلوم الطبية تحت عنوان "قاعدة البيانات الخاصة بالاضطرابات الوراثية في العالم العربي والمعروفة باسم CTGA ": دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج".

قال الدكتور تدمري: "في الوقت الحاضر، أثبتت التشوهات الخلقية أنها السبب الرئيسي الثاني لوفيات الأطفال في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بما في ذلك البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر".

كما أضاف أنه في ضوء الحاجة إلى البقاء على اطلاع دائم على أحدث الاضطرابات الوراثية لدى السكان العرب، أطلق المركز العربي للدراسات الجينية مشروعًا تجريبيًا لوضع قائمة بالاضطرابات الوراثية الموجودة لدى الأفراد العرب.

وُضعت المعلومات التي تم جمعها في قاعدة بيانات سميت "قاعدة البيانات الخاصة بالاضطرابات الوراثية في العالم العربي والمعروفة باسم CTGA" وهي متاحة للجمهور من خلال موقع المركز العربي للدراسات الجينية:   http://www.cags.org.ae/

وفقًا لبحث أجري في سبتمبر من هذا العام من خلال الوراثة المندلية البشرية عبر الانترنت - وهو دليل موثوق به متخصص في الاضطرابات الموروثة- فإن هناك 752 اضطرابًا مندليًا لدى العرب. أظهرت النتائج أن معظم الأمراض الوراثية التي أثبت وجودها عند العرب كانت من تونس والمغرب والجزائر ولبنان والمملكة العربية السعودية، مع وجود أعداد أقل من الاضطرابات الوراثية لدى السكان العرب الآخرين.

"اللافت للنظر هو وجود عدد هائل من الصفات الجينية الموروثة المتنحية لدى المرضى العرب. وقال الدكتور تدمري: "تتفق معظم الأبحاث حول هذا الموضوع على أن ارتفاع معدلات زواج الأقارب بين العرب فضلا عن بنية العائلات العربية يمكن أن يكون من العوامل الرئيسية لتفسير هذه الظاهرة".

وقال أنه في جميع أنحاء العالم العربي، نجد أن زواج الأقارب شائع ومترسخ في التقاليد المحلية، حيث أن حوالي 40 إلى 50% من الزيجات في العالم العربي هي بشكل عام بين الأقارب، مضيفًا أن الزواج من الأقارب من الدرجة الأولى أو أبناء العمومة هو أحد أنماط زواج الأقارب الأكثر شيوعًا في العالم العربي.

قال الدكتور تدمري أن غالبية الأمراض الوراثية لدى العرب ناتجة عن شذوذات أحادية الجين. أضاف الدكتور تدمري قائلا: "إن وجدت بنية تحتية مناسبة، فإن خدمات تشخيص العديد من هذه الاضطرابات الجينية يمكن أن تُوفَّر لأولئك المعرضين للإصابة."

نفذ المركز العربي للدراسات الجينية استراتيجية لتقصي تفاصيل الاضطرابات الوراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة باستخدام مصادر مختلفة من المعلومات، وذلك من خلال رصد دقيق للإصدارات الدولية والوطنية الخاضعة لمراجعة النظراء  والوصول إلى سجلات المستشفيات في دبي والشارقة وأبوظبي والعين. يهدف المركز العربي للدراسات الجينية إلى بناء شبكة من العلاقات مع الاختصاصيين المحليين والباحثين لتغطية حالات الاضطرابات الوراثية التي لم تنشر بعد.

"إن استخدام المواد المطبوعة المنشورة - كمصدر للمعلومات – قد سمح لنا بتحديد وجود ما لا يقل عن 178 اضطراب وراثي لدى السكان العرب في دولة الإمارات العربية المتحدة. أثبتت سجلات المستشفيات أنها مصدر قيم للمعلومات، ذلك لأنها أشارت إلى وجود 37 اضطراب وراثي لم تنشر من قبل أي بيانات بشأنه أو أن حدوثه غير معروف في بعض المناطق".

يُقدر أن 215 مرضًا وراثيًا وتشوهًا خلقيًا على الأقل موجود لدى السكان العرب في دولة الإمارات العربية المتحدة. تقتصر العديد من الأمراض الوراثية على عدد قليل من المرضى أو العائلات أو القبائل أو في بعض الأحيان تقتصر على مناطق جغرافية صغيرة، حسب ما أشار الدكتور تدمري.  خليج تايمز  

© المركز العربي للدراسات الجينية٢٠٢٤، جميع الحقوق محفوظة.