الأخبار والبيانات الصحفية

الخاجة يفتتح فعاليات المؤتمر العربي الخامس لعلوم الوراثة البشرية بدبي
بالنيابة عن سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة بدبي راعي جائزة حمدان الطبية إفتتح الأستاذ الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام للجائزة رئيس المركز العربي للدراسات الجينية فعاليات المؤتمر العربي الخامس لعلوم الوراثة البشرية ومؤتمر جولدن هيلكس 2013 واللذان ينظمهما المركز بالتعاون مع مؤسسة جولدن هيلكس على مدار ثلاث أيام متتالية بفندق البستان روتانا بدبي.
 
حضر حفل الإفتتاح الدكتور أحمد الهاشمي عضو مجلس أمناء جائزة حمدان الطبية والدكتور سهام الدين كلداري رئيس لجنة دعم البحوث العلمية التابعة للجائزة والسيد عبد الله بن سوقات المدير التنفيذي، بمشاركة 600 طبيب وعالم وراثة من أكثر من 15 دولة هي الولايات المتحدة الأمريكية والصين والمملكة المتحدة وألمانيا وسويسرا وهولندا وإيطاليا واليونان والإمارات وقطر وعمان والكويت والسعودية وفلسطين وتونس.
 
وبعد الإستماع إلى آيات عطرة من الذكر الحكيم ألقى الأستاذ الدكتور نجيب الخاجة رئيس المؤتمر ورئيس المركز كلمته والتي قال فيها إن المركز العربي للدراسات الجينيةهو أحد أهم مراكز جائزة حمدان الطبية التي إنطلقت نحو العالمية وبقوة خلال فترة وجيزة نسبيًا لا تتجاوز عشرة سنوات، إستطاع خلالها المركز أن يشكل علامة فارقة في مسيرة علوم الوراثة البشرية على مستوى العالم العربي.
 
وخلال تلك السنوات إستطاع المركز أن يقدم لنا نموذجًا عالميًا فريدًا من نوعه بإطلاقه لقاعدة بيانات الأضطرابات الوراثية لدى العرب والتي تغطي آخرَ المستجداتِ على صعيدِ أبحاثِ الوراثةِ لدى الشعوبِ العربيةِ، كما يجرى حاليًا العمل على ربطها بعدد من قواعدِ البيانات الهامة على مستوى العالم.
 
وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء? حاكم دبي? وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للإتحاد حكام الإمارات، قد حرصت على كل ما من شأنه العمل على الإرتقاء بمجتمعاتنا في كافة المجالات والمساهمة الفاعلة في التنمية والتطوير.
 
وقال أن إنعقاد هذا المؤتمر يجسد أهمية التعاون مع كبرى المؤسسات العلمية العالمية رفيعِة المستوى ولثقافةِ العملِ المشتركِ ما بين علماء الوراثة العرب.
 
كما أن شعار المؤتمر وهو "من علم الجينوميات إلى الرعاية الطبية"، لدليل على أهمية الموضوع الذي يناقشه والذي يضع البحوث العلميةِ في سياقها التطبيقي من خلال تناوله لعدد من البحوث القيمة التي تعطينا الأمل في التوصل إلى علاجاتٍ جديدة للأمراض الوراثية أو إيجاد سبل تشخيصية تسهم في تخفيف الأعباء التي تلقي بها هذه الأمراض على الفرد والأسرة والمجتمع.
 
كما توجه بالشكر إلى سعادة الدكتور جورج باترينوس المدير العلمي لمنظمة جولدن هيلكس وأعضاء المنظمة ممن شاركوا بالعمل والأفكار في المؤتمر، كما شكر أعضاء اللجان العلمية والتنظيمية متمنياً أن تعم الإستفادة على الجميع .
 
وعقب ذلك آلقى الدكتور جورج باترينوس المدير العلمي لمؤسسة جولدن هيلكس كلمة قال خلاها إن مؤسسة غولدن هيلكس هي منظمة بحثية عالمية وغير ربحية, مسجلة كمؤسسة خيرية في المملكة المتحدة, تهدف إلى إحراز تقدم في مجال الأبحاث متعددة الاختصاصات وفي العملية التعليمية في حقل الطب الجينومي.
 
وقال أن المؤسسة تدفع قدمًا التطور البحثي ونقل المعرفة والتواصل بين الباحثين والعلماء في الوسط العلمي الأوسع من خلال إطلاق الأبحاث المشتركة والمؤتمرات الخاصة بعلمي الوراثيات الدوائية والطب الجينومي. ومن المتوقع أن يلعب الطب الجينومي دورًا رئيسيًا في مستقبل الممارسة الطبية. تدرك مؤسسة غولدن هيلكس التحديات التي برزت مؤخرًا مع التقدم الكبير في علم الجينوميات وآثار ذلك على الرعاية الصحية مما دفع المؤسسة إلى تنظيم سلسلة مؤتمرات غولدن هيلكس منذ العام 2008, وهي مؤتمرات عالمية عالية المستوى تتناول موضوع الطب الجينومي.
 
وقد قرر المجلس الاستشاري لمؤسسة غولدن هيلكس هذا العام أن يعقد مؤتمر غولدن هيلكس للعام 2013 مع المؤتمر العربي الخامس لعلوم الوراثة البشرية, الذي يحتل المكانة الأرفع بين المؤتمرات العلمية التي تتناول علم الوراثة البشرية على مستوى العالم العربي وينظمه المركز العربي للدراسات الجينية مرة كل سنتين.
 
وقال أنه ستلقى في إطار هذا المؤتمر محاضرات من قبل العديد من العلماء المعروفين على مستوى العالم وتشمل مواضيع المحاضرات كل نواحي الطب الجينومي بما في ذلك التطورات الأخيرة التي أدت إلى فك شيفرة الجينوم البشري, وجينوميات الأمراض النادرة, وعلم الوراثيات الدوائية, وتقنيات تحديد تسلسل DNA المستقبلية, وجينوميات السرطان, وجينوميات المجموعات السكانية ولا ننسى طبعًا موضوع الخطوات المطلوبة لربط علم الجينوميات بالتطبيقات السريرية. ولابد من الإشارة هنا إلى أن هذا المؤتمر هو حصيلة التعاون المثمر بين المركز العربي للدراسات الجينية ومؤسسة غولدن هيلكس والأهم من ذلك كله أن المؤتمر هو الثمرة المباشرة لدعم جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية.
 
وعقب ذلك ألقى الدكتور محمود طالب آل علي مدير المركز العربي للدراسات الجينية رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر العربي الخامس لعلوم الوراثة البشرية كلمة تحدث خلالها عن إنجازات المركز خلال عشرة سنوات وذلك منذ تأسيسه على يد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة بدبي في عام 2003 وحتى الآن بهدف دراسة إنتشار الأمراض الوراثية في العالم العربي مقارنة بنظرائها في الدول الغربية والعمل على إيجاد الحلول الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة.
 
كما تحدث الدكتور محمود طالب آل علي على أهداف المركز وهي إنشاء قاعدة بيانات الإضطرابات الوراثية لدى العرب وتنظيم البرامج التوعوية للحد من إنتشار الأمراض الوراثية والتعاون البحثي والعلمي مع الجهات البحثية والأكاديمية المتخصصة على مستوى العالم والعالم العربي. مشيرًا إلى النجاح الكبير الذي حققه المركز و الذي سيركز جهوده خلال الفترة القادمة على ترجمة البحث العلمي لتطبيقات عملية ملموسة تسهم في دعم النظم التشخيصية والوقائية والعلاجية للأمراض الجينية وبخاصة الوراثية بالمنطقة العربية.
 
عقب ذلك إفتتح الاستاذ الدكتور نجيب الخاجة المعرض المصاحب للمؤتمر بمشاركة 8 شركات متخصصة في النظم التكنولوجية الحديثة في مجال علوم الوراثة البشرية والتي تعرض أحدث ما توصل إليه العلم الحديث في هذا المجال.
 
أما عن البرنامج العلمي للمؤتمر، والذي يمنح المشاركين إحدى عشر ونصف ساعة معتمدة من وزارة الصحة الإماراتية، فقد بدأ فعاليات يومه الأول بالجلسة الافتتاحية والتي تضمنت محاضرة للبروفيسور ديفيد كوبر، الأستاذ في علم الوراثة البشرية الجزيئيه في جامعة كارديف، المملكة المتحدة، والتي تحدث خلالها عن ظاهرة ظهور المرض الوراثي (الانتفاذ المظهري) التي تؤثر بشكل رئيسي على الأنماط الظاهرية للاضطرابات الوراثية، مشيرًا إلى أن عدم ظهور المرض الوراثي هو ظاهرة واسعة الانتشار كما كشف عن بعض الآليات الجزيئية التي تساعد على تفسير ذلك.
 
وعقب ذلك بدأت فعاليات الجلسة الأولى للمؤتمر تحت عنوان "علم وراثيات ومافوق وراثيات مرض السرطان". ركزت االجلسة على العوامل الوراثية (داخل وخارج الجينوم) التي تؤثر على السرطان. فخصائص سرطان الثدي عند النساء العربيات مختلفة تمامًا عن تلك الموجودة في العالم الغربي، ومن المرجح أن جزء من هذا الاختلاف يعود إلى عوامل وراثية .
 
كما تحدث الأستاذ البروفيسور لطفي شوشان عن نتائج بحوثه على جينات سرطان الثدي في الشعوب العربية، كما تحدث عن السيمافورينات وهي مجموعة من جزيئات الإفرازية التي ثبتت مؤخرا أنها تلعب دورا في تطور الأورام الصلبة.
 
كما تحدث الدكتور محمد مالك عن واحدة من هذه السيمافورينات؛ sema3C، و عن النتائج المشجعة لعمله في استهداف هذا الجزيء لوقف تطور سرطان الثدي. فأحيانًا قد ترث الجينات طابعا تعبيريا معينا, وهي ظاهرة طبيعية يتم فيها التعبير عن الجين من أحد الأبوين فقط، في حين يتم إخماد التعبير الجيني للنسخة الأخرى. كما عرض الدكتور اسماعيل الهويج نتائج دراسته على تحديد هوية الجينات التي ورثت طابعا تعبيريا معينا والتي تؤدي الى الاصابه بسرطان البلعوم.
 
أما عن فعاليات الجلسة الثانية "الدراسات الجينية ومافوق الجينية" فقد تضمنت محاضرة للأستاذ الدكتور أحمد المرزوقي من جامعة الإمارات العربية المتحدة (العين) تحدث فيها عن فهم آلية تنظيم التعبير الجيني من قبل بروتينات معينة عن طريق تعديل الكروماتين. وتكتسب هذه الدراسة أهمية خاصة حيث ان البروتينات المعدلة للكروماتين تتسب في الإصابة بأمراض لدى البشر. كما تناولت المحاضرة ثلاثة معدلات جديدة للكروماتين التي تم تحديد هويتها من قبل فريقه العلمي وهي؛ Fun30، Irc5، وIrc20.
 
وتناولت الجلسة محاضرة حول متلازمة بروجادا والتي تعتبر اضطراب وراثي متعدد الأسباب يزيد احتمال خطر موت القلب المفاجئ. وقد استخدم البروفيسور ماوريتسيو فيراري تقنيات تسلسل الحمض النووي المستقبلية لدراسة جينات جديدة تؤدي للاصابة بهذا المرض، وركز على تحديد المتغيرات التي يمكن أن تكون هامة في تطوير تقييم المخاطر وادارتها سريريا عند المرضى ممن لا تظهر عليهم أعراض المرض.
 
أما عن الجلسة الثالثة وهي بعنوان جينوميات أمراض الدم والأمراض الاستقلابية فقد تناولت محاضرات حول علم الوراثة في أمراض الدم والأمراض الاستقلابية. وجاء فيها أن تشخيص اضطرابات الدم الوراثية قبل الولادة أصبح متاحاً في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2005. كما سلط الدكتور ايرول بايسل من هيئة الصحة بدبي الضوء على الدور الإيجابي لعملية أخذ عينات من المشيمه واستخدام أحدث الوسائل التشخيصية للحمض النووي وان الكشف الدقيق والمشورة الصحيحة للازواج المعرضين للخطر يساعد في الحد من وفيات وأمراض بيتا-ثلاسيميا.
 
كما تم إستعراض تقنيات تحديد تسلسل الحمض النووي المستقبلية التي استخدمها الدكتور وليد الدريدي وفريقه البحثي لدراسة أربع اجيال من عائلة سعودية كبيرة مصابة باضطراب وراثي نزفي يدعى نقص الصفائح الدموية. وقد حددت هذه الدراسة طفرات غير مكتشفة في جين ANKRD26 في الافراد المصابين بهذه العائلة.
 
وتناول البروفيسور كارستن سلسلة من الجينات االتي تتأثر بالعمليات الأيضية، والتي تتأثر بقوة بالعلاقة بين الوراثة والبيئة. فكما هو معروف يتم التحكم في التعبير الجيني من خلال سلسلة من العوامل، بما في ذلك البرمجة النسخية والجينية. كما تحدث البروفيسور هيغز عن تسلسل الأحداث في تغير تركيب ووظيفة الكروماتين والتي تؤدي الى التعبير الجيني لمجموعه الفا-جلوبين الجينية.
 
وأختتم البرنامج العلمي لليوم الأول للمؤتمر بورشة عمل حول المشروع العالمي الطموح ((RD-Connect، والذي يمثل مبادرة عالمية هامة للربط ما بين قواعد البيانات والسجلات والبنوك الحيوية ذات الصلة بالأمراض الوراثية النادرة حول العالم.
© المركز العربي للدراسات الجينية٢٠٢٤، جميع الحقوق محفوظة.