الأخبار والبيانات الصحفية

السرطان هو ثالث المسببات الرئيسية للوفاة بدولة الإمارات الوقاية من السرطان خير من علاجه
السرطان هو ثالث المسببات الرئيسية للوفاة بدولة الإمارات الوقاية من السرطان خير من علاجهأكدت دراسة قام بها المركز العربي للدراسات الجينية أحد مراكز جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية أن أمراض السرطان تأتي في المرتبة الثالثة للمسببات الرئيسية للوفاة بدولة الإمارات العربية المتحدة وذلك بعد أمراض القلب والحوادث.
 
جاء ذلك بالتقرير الرسمي السنوي الذي نشرته مؤخراً منظمة الدول الآسيوية الباسيفيكية للوقاية من السرطان والتي تتخذ من تركيا مقراً لها وذلك ضمن دراسات أخرى شملت 42 دولة آسيوية وباسيفيكية.
 
وصرح الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية أن إجراء المركز العربي للدراسات الجينية لتلك الدراسة يعد تنفيذاً لتوجيهات راعي الجائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والخاصة بأن يكون للمركز دور محوري في دراسة الواقع الصحي بالدولة بما يسهم بفاعلية في وضع الخطط الإستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي تهدف إلى الحد من إنتشار الأمراض الخطيرة والمزمنة.
 
شارك في إعداد الدراسة فريق عمل مكون من الدكتور محمود طالب آل علي مدير المركز العربي للدراسات الجينية والدكتورة موزة الشرهان عضو المجلس التنفيذي والدكتور غازي تدمري المدير المساعد للمركز وتسنيم عبيد الباحثة .
 
وإستندت الدراسة في نتائجها إلى التقارير والإحصاءات الصادرة منذ عام 1981 وحتى الآن بدولة الإمارات العربية المتحدة حول أمراض السرطان.
 
ونبهت الدراسة إلى وجود قصور في البرامج المسحية الوطنية الحديثة لأمراض السرطان بدولة الإمارات العربية المتحدة وذلك على الرغم من أن تلك المسوح يجب أن تشكل البنية التحتية للإستراتيجية العامة للحد من أمراض السرطان بالدولة.
 
كما سجلت الدراسة إرتفاعاً ملحوظاً في أعداد المصابين بأمراض السرطان في دولة الإمارات على مدار الثلاثين عاماً الماضية.
 
فبينما تشير أول إحصائية عن أمراض السرطان في دولة الإمارات والصادرة في عام 1981 إلى إكتشاف خمس حالات إصابة بالسرطان من بين 209 مريضاً بقصور الكبد بمستشفى القاسمي بالشارقة فإن التقرير الصادر عن هيئة الصحة بدبي 2004 - 2007 يشير إلى إكتشاف 1379 حالة مصابة بالسرطان.
 
وتطرقت الدراسة إلى سرطان الثدي حيث أوضحت أنه يعد أكثر أنواع السرطان إنتشاراً بين النساء بدولة الإمارات حيث أن لدى المرأة الإماراتية إستعداداً لتطور المرض بعشر سنوات على أقل تقدير أسرع من مثيلاتهن في الدول الغربية.
 
كما نبهت الدراسة إلى أن بعض العادات والتقاليد السائدة بين معظم النساء في الدولة قد تجعلهن لا يخضعن للفحوصات الطبية الدورية على الثدي إلا بعد شعورهن بآلام مع العلم بأن تلك الآلام لا تظهر إلا في مراحل متقدمة من الإصابة بالمرض.
 
وأشارت الدراسة إلى إهتمام وزارة الصحة بدولة الإمارات بسرطان الثدي حيث قامت بتأسيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة سرطان الثدي عام 2006 والتي بذلت جهوداً كبيرةً للتصدي للمرض منها تنظيم ورش العمل التثقيفية وإطلاق حملات قومية للتوعية بالإضافة إلى توفير الخدمات التوعوية والإرشادية للنساء في المناطق النائية.
 
أما عن سرطانات الأطفال فقد أشارت الدراسة إلى أن الإصابة بسرطانات الأطفال تمثل حوالي 9.5% من مجموع حالات الإصابة بالسرطان في الإمارات أي بمعدل إصابة 9.2 طفلاً من بين كل 100.000 طفلاً إماراتياً. وقد خصصت الدولة للأطفال المصابين وحدات خاصة في مستشفى توام ومستشفى دبي لتلقي العلاج اللازم.
 
وأكدت الدراسة على أن سرطان الخلايا الليمفاوية الحاد يعد الأكثر إنتشاراً بين الأطفال المصابين بالسرطان في الإمارات حيث يصاب به ما يقرب من ثلثي الأطفال ممن يولدون في عائلات غالباً ما ينتشر بها زواج الأقارب. وحذرت الدراسة من الآثار النفسية السلبية التي يعاني منها الأطفال المصابون بالسرطان والتي قد تنعكس سلباً على سلوكياتهم وعلى مدى تقبل المجتمع لهم.
 
وتنتقل الدراسة إلى سرطان البروستاتا حيث أشار تقرير تسجيل السرطان 2004 - 2007 والصادر عن هيئة الصحة بدبي أن معدل الإصابة بسرطان البروستاتا كان ثاني أعلى معدل إصابة بالسرطان بين الرجال الإماراتيين حيث تم إكتشاف 28 حالة مصابة بسرطان البروستاتا من بين 216 حالة مصابة بأنواع أخرى من السرطان.
 
وإذا كانت أمراض السرطان لم تعد من الأمراض الميؤوس من شفائها فإننا نجد أن الدراسة تؤكد على الدور الهام الذي يجب أن تقوم به عائلة مريض السرطان في مساعدته على التكيف مع المرض ومقاومته والتغلب عليه.
 
جدير بالذكر أن إستراتيجية العمل في منظمة الدول الآسيوية الباسيفيكية للوقاية من السرطان تستند إلى مبدأ هام وهو أن الوقاية من السرطان هي السبيل الوحيد للسيطرة عليه والحد من أعبائه المادية والمعنوية على الدول الغنية والفقيرة.
 
فإلى جانب الجهود الضخمة التي تبذلها الحكومات لعلاج أمراض السرطان فإن جهود أكبر ينبغي أن تبذل للوقاية منها من خلال تنظيم حملات تثقيفية بسبل الوقاية ونشر ثقافة الكشف المبكر عن السرطان في مراحله الأولى.
© المركز العربي للدراسات الجينية٢٠٢٤، جميع الحقوق محفوظة.